يعد فهم الدراسات الاستشرافية مقابل الدراسات الاسترجاعية أمرًا ضروريًا عند إجراء البحوث. يُستخدم هذان الأسلوبان على نطاق واسع في مجالات مثل التجارب السريرية والعلوم الاجتماعية وعلم الأوبئة. لكل طريقة نقاط القوة الخاصة بها وهي مناسبة لأنواع محددة من الأسئلة البحثية.
في هذه المدونة، سنشرح في هذه المدونة أنواع الدراسة هذه، وكيف تختلف، ومتى تستخدمها لتبسيط الأمر وتوثيقه.
ما هي الدراسات الاستشرافية مقابل الدراسات الاسترجاعية؟
الدراسات الاستشرافية هي نوع من الأبحاث التي يتطلع فيها الباحثون إلى الأمام في الوقت المناسب ليروا كيف تتطور الأمور. فهم يبدأون بمجموعة من الأشخاص الآن ويتابعونهم على مدى فترة من الزمن لمراقبة ما يحدث. الهدف هو فهم كيف يمكن أن تؤثر عوامل أو سلوكيات معينة على النتائج المستقبلية.
تخيل أنك تريد إجراء دراسات حالة وشواهد حول ما إذا كان تناول الفاكهة يومياً يمكن أن يقي من أمراض القلب. تقوم بجمع مجموعة من الأشخاص اليوم، وتسألهم عن عاداتهم في تناول الفاكهة، ثم تتبع صحة قلبهم على مدى السنوات العشر القادمة. أنت تراقب كيف تؤثر اختياراتهم اليوم على مستقبلهم.
لماذا تعتبر الدراسات الاستشرافية مفيدة؟
- بيانات جديدة: بدلاًمن الاعتماد على السجلات القديمة، يقوم الباحثون بجمع معلومات جديدة عند وقوع الأحداث.
- السبب والنتيجة الواضحة: هذه الدراسات رائعة لمعرفة ما إذا كان شيء ما يؤدي إلى شيء آخر، مثل ما إذا كان التدخين يزيد من الخطر النسبي للإصابة بأمراض الرئة.
- التحكم في العملية: نظرًا لأنه يتم التخطيط للدراسة مسبقًا، يمكن للباحثين تقليل الأخطاء والبقاء منظمين.
التحديات التي يجب وضعها في الاعتبار
- تستغرق وقتاً طويلاً: قد يستغرق انتظار النتائج سنوات وأحياناً عقوداً.
- باهظة الثمن: مراقبة الأشخاص على مدى فترة طويلة تكلف مالاً.
- المتسربون: قد يفقد بعض المشاركين الاهتمام أو يتوقفون عن المشاركة، مما قد يؤثر على النتائج.
متى تكون الدراسات الاستشرافية فكرة جيدة؟
إليك متى يجب التفكير في إجراء دراسة استشرافية:
1. دراسة الآثار طويلة الأجل
إذا كنت مهتمًا بمعرفة كيفية تأثير عادة أو علاج ما على الأشخاص على مر السنين، فإن الدراسة المستقبلية مثالية. على سبيل المثال، قد يرغب الباحثون في معرفة كيف تؤثر التمارين المنتظمة على صحة القلب على مدى عقد من الزمن.
2. عندما تحتاج إلى بيانات جديدة
تجمع الدراسات المستقبلية معلومات جديدة في الوقت الحقيقي، وهي أكثر دقة من الاعتماد على السجلات القديمة. وهذا مثالي للدراسات الصحية الحديثة أو البحوث السلوكية أو اختبار التدخلات الجديدة.
3. فهم السبب والنتيجة
عندما يرغب الباحثون في الإجابة عن أسئلة مثل “هل يسبب “س” سبب “ص”؟ على سبيل المثال، يمكنهم تحديد ما إذا كان التعرض للتلوث يزيد من خطر الإصابة بالربو.
4. لدراسة النواتج النادرة أو المتأخرة
إذا كانت النتيجة تستغرق وقتًا لتظهر (مثل بعض الأمراض أو السلوكيات)، فإن الدراسات المستقبلية توفر طريقة لتتبع التغيرات على مر السنين.
5. عندما يتوفر الوقت والموارد الكافية
تتطلب الدراسات الاستطلاعية التزامًا طويل الأجل وتمويلًا ومشاركة المشاركين. إذا كانت هذه الأمور متوفرة، فإن الرؤى المكتسبة غالباً ما تستحق الاستثمار.
ما هي الدراسات الاسترجاعية؟
الدراسات بأثر رجعي هي نوع من الأبحاث التي تنظر إلى الوراء في الوقت المناسب لفهم ما حدث بالفعل. وبدلاً من جمع بيانات جديدة، يقوم الباحثون بتحليل السجلات أو البيانات أو الأحداث السابقة لدراسة النتائج وأسبابها المحتملة.
تخيل أنك تريد فهم العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة. بدلًا من تتبع الأشخاص على مر السنين، يمكنك النظر في السجلات الطبية للمرضى المصابين بالفعل بسرطان الرئة لمعرفة عدد الأشخاص الذين كانوا مدخنين في الماضي.
لماذا تعتبر الدراسات الاسترجاعية مفيدة؟
- نتائج سريعة: بما أن الأحداث قد وقعت بالفعل، يمكنك الحصول على إجابات أسرع.
- ميسورة التكلفة: لا تحتاج إلى مراقبة المشاركين لسنوات، مما يوفر الوقت والمال.
- مفيدة للأحداث النادرة: إنها رائعة لدراسة الحالات غير الشائعة لأن البيانات موجودة بالفعل.
التحديات التي يجب وضعها في الاعتبار
- بيانات غير مكتملة: قد تكون السجلات السابقة ناقصة التفاصيل أو تحتوي على أخطاء.
- عوامل خطر التحيز: لا يمكن للباحثين التحكم في كيفية جمع البيانات، مما قد يؤدي إلى نتائج منحرفة.
- لا توجد سيطرة على المتغيرات: بما أن الأحداث قد وقعت بالفعل، فمن الصعب عزل العوامل المحددة التي أثرت على النتائج.
متى تكون الدراسات الاسترجاعية فكرة جيدة؟
تعد الدراسات الاسترجاعية خياراً رائعاً عندما يحتاج الباحثون إلى تحليل الأحداث الماضية للإجابة عن أسئلة محددة. نظرًا لأن هذه الدراسات تعتمد على البيانات الموجودة، فإنها غالبًا ما تكون أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة من الدراسات الاستطلاعية. فيما يلي بعض الحالات التي تكون فيها الدراسات بأثر رجعي فكرة جيدة:
1. عندما تحتاج إلى إجابات سريعة
إذا كان الوقت محدوداً، يمكن للدراسات الاسترجاعية أن تقدم نتائج أسرع. وبما أن البيانات موجودة بالفعل، فلا داعي للانتظار لسنوات حتى تظهر النتائج النادرة.
2. عند دراسة الأحداث أو الأمراض النادرة
من الصعب دراسة الأحداث النادرة دراسة استشرافية لأنها لا تحدث كثيرًا. تتيح الدراسات الاسترجاعية للباحثين تحليل البيانات من الحالات السابقة لتحديد الأنماط.
3. عندما يكون لديك إمكانية الوصول إلى بيانات موثوقة
إذا توفرت سجلات مفصلة ودقيقة، يمكن أن توفر الدراسات الاسترجاعية رؤى قيمة دون الحاجة إلى جمع بيانات جديدة.
4. عندما تكون الموارد محدودة
الدراسات الاسترجاعية أقل تكلفة من الدراسات الاستشرافية لأنها لا تتطلب مراقبة طويلة الأجل للمشاركين.
5. عند استكشاف الاتجاهات أو الارتباطات
تُعد الدراسات الاسترجاعية رائعة لإيجاد الارتباطات بين التعرضات السابقة والنتائج الحالية. وفي حين أنها لا تستطيع إثبات السبب والنتيجة، إلا أنها توفر أدلة قوية.
الدراسات الاستشرافية مقابل الدراسات بأثر رجعي
فيما يلي الاختلافات الرئيسية بين الدراسات الاستشرافية والدراسات الاسترجاعية:
1. الجدول الزمني
- الدراسات المستقبلية: التركيز على المستقبل. يتتبع الباحثون المشاركين مع مرور الوقت، بدءاً من اليوم ومتابعتهم مع تطور الأحداث.
- دراسات بأثر رجعي: النظر إلى الماضي. يحلل الباحثون البيانات الموجودة، مثل السجلات الطبية أو الدراسات الاستقصائية، للتحقيق في الأحداث التي وقعت بالفعل.
2. جمع البيانات
- الدراسات الاستشرافية: جمع بيانات جديدة مع تقدم الدراسة. يجمع الباحثون معلومات في الوقت الحقيقي عن سلوكيات المشاركين أو ظروفهم أو تعرضهم.
- الدراسات بأثر رجعي: استخدام البيانات الموجودة. يعتمد الباحثون على السجلات التاريخية أو البيانات السابقة التي تم جمعها بالفعل.
3. تصميم الدراسة
- الدراسات الاستشرافية: يصمم الباحثون الدراسة بأهداف محددة ويتتبعون المتغيرات خلال فترة محددة مسبقاً. وهذا يسمح بمزيد من التحكم في كيفية جمع البيانات ورصدها.
- الدراسات بأثر رجعي: يفحص الباحثون البيانات الموجودة بالفعل وغالبًا ما يعملون على أي سجلات أو مجموعات بيانات متاحة، مما قد يحد من تحكمهم في تصميم الدراسة.
4. الوقت والتكلفة
- الدراسات الاستشرافية: عادةً ما تستغرق وقتًا أطول وتستغرق وقتًا أطول ومكلفة أكثر لأن الباحثين يحتاجون إلى متابعة المشاركين على مدى فترة طويلة.
- الدراسات بأثر رجعي: عادة ما تكون هذه الدراسات أسرع وأقل تكلفة لأنها تعتمد على البيانات التي تم جمعها بالفعل، مما يتطلب جهدًا أقل في تتبع المشاركين.
5. التحيز ودقة البيانات
- تميل الدراسات الاستطلاعية إلى أن تكون أقل تحيزًا لأن الباحثين يتحكمون في عملية جمع البيانات، مما يضمن الاتساق والموثوقية.
- الدراسات بأثر رجعي: قد تكون أكثر عرضة للتحيز بسبب الاعتماد على البيانات التاريخية التي قد تكون غير مكتملة أو غير دقيقة. قد تختلف جودة البيانات اعتمادًا على كيفية جمعها في الأصل.
6. تحديد السبب والنتيجة
- الدراسات الاستشرافية: أفضل لتحديد علاقات السبب والنتيجة لأن الباحثين يمكنهم ملاحظة كيفية تأثير عوامل معينة (مثل نمط الحياة أو العلاج) على النتائج بمرور الوقت.
- الدراسات بأثر رجعي: مفيدة في المقام الأول لتحديد الارتباطات، وليس السببية. يمكن أن تُظهر الروابط بين التعرض والنتائج، لكنها لا تستطيع أن تثبت بشكل قاطع أن أحدهما سبب الآخر.
7. أمثلة على الاستخدام
- الدراسات الاستشرافية: غالبًا ما تُستخدم في الدراسات الصحية لتتبع آثار خيارات نمط الحياة (مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة) على النتائج طويلة الأجل مثل أمراض القلب أو السرطان.
- الدراسات بأثر رجعي: شائعة في دراسة الأمراض أو الحالات النادرة حيث يقوم الباحثون بتحليل التاريخ الطبي السابق لفهم الأنماط أو الاتجاهات.
اختيار الدراسة المناسبة
يعتمد الاختيار بين الدراسات الاستطلاعية والدراسات الاسترجاعية على السؤال البحثي والموارد المتاحة والقيود الزمنية:
- اختر المنظور: عندما تريد دراسة النتائج المستقبلية أو اختبار التدخلات مع مرور الوقت. غالبًا ما تكون الدراسة القائمة على الملاحظة احتمالية عندما يقوم الباحثون ببساطة بمراقبة وتسجيل البيانات دون التلاعب بالمتغيرات.
- اختر الاسترجاع: عندما تحتاج إلى إجابات سريعة أو عندما تدرس أحداثاً نادرة باستخدام البيانات المتاحة. يمكن أن تكون دراسات الفوج أيضًا بأثر رجعي عندما ينظر الباحثون في البيانات السابقة لفحص التأثيرات طويلة الأجل على مجموعات محددة.
استنتاج
عندما يرغب الباحثون في فهم كيفية تأثير عوامل معينة على النتائج، فإنهم يستخدمون تصميمات مختلفة للدراسة. هناك طريقتان شائعتان هما الدراسات الاستشرافية مقابل الدراسات بأثر رجعي. وعلى الرغم من أن كلاهما له مزاياه، إلا أنهما مختلفان تمامًا في كيفية عملهما وما يمكن أن يخبرانا به.
تقدم QuestionPro أدوات تدعم كلاً من الدراسات الاستطلاعية والاستطلاعية من خلال تبسيط عملية جمع البيانات وتحليلها. بالنسبة للدراسات الاستشرافية، يمكن أن تساعد أدوات المسح الخاصة بها في تتبع المشاركين بمرور الوقت من خلال جمع البيانات في الوقت الفعلي.
بالنسبة للدراسات الاستقصائية بأثر رجعي، تسمح ميزات التحليلات المتقدمة وإدارة البيانات في QuestionPro للباحثين بتحليل بيانات الاستبيان الحالية وتحديد الاتجاهات أو الارتباطات من الدراسات السابقة. اتصل بـ QuestionPro اليوم لمزيد من المعلومات!