لا أحد يرغب في اتخاذ قرارات بناءً على التخمين أو الحدس فقط. الهدف الأهم من جمع البيانات هو ضمان أن تكون البيانات المجمعة موثوقة ومليئة بالمعلومات القيمة التي يمكن تحليلها وتحويلها إلى قرارات مدروسة قائمة على البيانات.
يُعد جمع البيانات عالية الجودة أمرًا أساسيًا لإجراء أبحاث السوق، وتحليل سلوك المستخدمين، أو حتى لفهم العمليات التشغيلية في الأعمال، فيمكن جمع بيانات دقيقة ومفيدة باستخدام النهج الصحيح وبعض الأدوات الموثوقة.
ولأن الأمر عندما يتعلق بجمع البيانات فإن التفاصيل الدقيقة هي المفتاح لذا سنشرح في هذا المقال طرق جمع البيانات بأمثلة تطبيقية إلى جانب استعراض أدوات جمع المعلومات في البحوث العلمية.
ولنبدأ بالتعريف…
ما هي عملية جمع البيانات؟
جمع البيانات عبارة عن عملية جمع وقياس وتحليل معلومات دقيقة لأغراض البحث باستخدام تقنيات معيارية مُعتمدة. وبعبارات أبسط يمكن القول بأن جمع البيانات هو العملية التي تهدف إلى جمع المعلومات لغرض معين. يمكن استخدام هذه العملية للإجابة على أسئلة بحثية معينة، أو اتخاذ قرارات تجارية مدروسة، أو تحسين المنتجات والخدمات.
ولجمع البيانات يجب أولاً تحديد نوع المعلومات المطلوبة وكيفية جمعها. يمكن أيضًا تقييم فرضية استنادًا إلى البيانات المجمعة. وفي معظم الحالات يُعتبر جمع البيانات الخطوة الأولى والأهم في عملية البحث، كما تختلف منهجية جمع البيانات بناءً على المجال الدراسي ونوع المعلومات المطلوبة.
أبرز طرق جمع البيانات
هناك العديد من طرق جمع البيانات في البحث العلمي. يعتمد اختيار الطريقة على سؤال البحث المطروح. وتتضمن بعض طرق جمع البيانات الشائعة: الاستبيانات، والمقابلات، والاختبارات، والتقييمات الفسيولوجية، والملاحظات، ومراجعة السجلات الموجودة، والعينات البيولوجية. لنستعرض هذه الطرق بالتفصيل:
المقابلات الشخصية والتي تتم عبر البريد أو الهاتف أو الإنترنت
هناك أربع خيارات أساسية لجمع البيانات وهي المقابلات الشخصية، والاستبيانات البريدية، والاستبيانات الهاتفية، والاستبيانات عبر الإنترنت. وإليك مزايا وعيوب كل طريقة منهم:
المقابلات الشخصية:
- مزاياها: توفر عمقًا في البيانات ومصداقية عالية.
- عيوبها: تستغرق وقتًا طويلًا، ومكلفة، وقد تعتبر أحيانًا كبيانات سردية (غير إحصائية).
الاستبيانات البريدية:
- مزاياها: إمكانية وصولها إلى أي شخص دون قيود، ولكنها مكلفة.
- عيوبها: أكثر عرضة للأخطاء في جمع البيانات، وتستغرق وقتًا طويلاً للحصول على الردود.
الاستبيانات الهاتفية:
- مزاياها: توفر درجة عالية من المصداقية، وتصل إلى معظم الناس
- عيوبها: مكلفة، ولا يمكن إجراؤها ذاتيًا، وتتطلب الاستعانة بوكالات متخصصة.
الاستبيانات عبر الإنترنت:
- مزاياها: رخيصة ويمكن إجراؤها ذاتيًا، واحتمالية الأخطاء فيها منخفضة جدًا.
- عيوبها: لا يمتلك كل العملاء بريد إلكتروني أو اتصال بالإنترنت، وقد يتردد البعض في مشاركة المعلومات عبر الإنترنت.
رغم أن المقابلات الشخصية تعد أكثر الطرق فعالية، إلا أنها مكلفة وصعبة التنفيذ بشكل منتظم، فيمكن أن يؤدي عدم إجراء مقابلات كافية إلى نتائج غير دقيقة (نتائج إيجابية خاطئة). لذلك فإن إجراء جمع البيانات بانتظام ضروري للتأكد من أن نتائج البحث تعكس الواقع بدقة.
وبالنسبة لحجم العينة ودقتها فيجب إجراء مقابلات مع عدد كافٍ من الأشخاص لتجنب النتائج غير الدقيقة الناتجة عن العناصر النادرة أو الشاذة في العينة.
في الماضي، كان هناك جدل حول استخدام الاستبيانات عبر الإنترنت، حيث كان عدم امتلاك جميع العملاء اتصالاً بالإنترنت أحد المخاوف الرئيسية، ولكن تطور الأمر وأصبح الإنترنت وسيلة أساسية للتواصل مع العملاء.
وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي فقد تضاعف عدد الأسر التي تمتلك أجهزة كمبيوتر بين عامي 1997 و2001. وفي عام 2001، كان لدى حوالي 50% من الأسر جهاز كمبيوتر، و55% من الأسر التي يزيد دخلها عن 35,000 دولار لديها اتصال بالإنترنت، وترتفع النسبة إلى 70% للأسر التي يزيد دخلها السنوي عن 50,000 دولار.
ويعتمد الاختيار بين البريد، أو الهاتف، أو الإنترنت لجمع البيانات على تحليل التكاليف والفوائد. ويمكن القول بأنه لا توجد طريقة مثالية، ولكن يمكن استخدام الجدول التالي لتقييم المخاطر والفوائد المرتبطة بكل وسيلة:
الوسيلة |
التكلفة لكل استجابة |
جودة البيانات / دقتها |
نسبة الوصول (جميع الأسر الأمريكية) |
البريد الورقي |
20 – 30 دولارًا |
متوسطة |
100% |
الهاتف |
20 – 35 دولارًا |
عالية |
95% |
الإنترنت / البريد الإلكتروني |
1 – 5 دولارات |
متوسطة |
50-70% |
يُرجى الانتباه إلى أن نسبة الوصول المذكورة في الجدول تشير إلى “جميع الأسر الأمريكية.” وقد تحتاج في معظم الحالات إلى تقييم عدد عملائك الذين يستخدمون الإنترنت وتحديد الوصول وفقًا لذلك. إذا كان لدى جميع العملاء عناوين بريد إلكتروني، فإن نسبة الوصول تكون 100%.
انتبه أيضًا إلى أن تزايد الاعتماد على الهواتف المحمولة بدلاً من الهواتف الأرضية يمثل تحديًا في جمع البيانات عبر الهاتف، كما أن قواعد لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) في الولايات المتحدة تمنع الاتصال التلقائي بأرقام الهواتف المحمولة، وهناك اتجاه متزايد نحو اعتماد الهواتف المحمولة فقط كوسيلة للتواصل الصوتي، وحتى إذا لم يتم استخدام الاتصال التلقائي، فإن قواعد FCC تمنع إجراء مكالمات قد يتحمل المستلم تكلفتها.
الاستبيانات متعددة الوسائط
يمكن أيضًا استخدام استبيانات تجمع البيانات عبر وسائط مختلفة مثل الإنترنت، والورق، والهاتف، وما إلى ذلك. فيمكن تصميم استبيان عبر الإنترنت وتوظيف مدخلي بيانات لإدخال الردود الواردة من الاستبيانات الورقية أو الهاتفية إلى النظام، ونفس النظام يمكن استخدامه لجمع البيانات مباشرة من المشاركين.
أمثلة على جمع البيانات في البحث العلمي
يُعتبر جمع البيانات جانبًا مهمًا من عملية البحث. دعونا نأخذ مثالاً على شركة لتصنيع الهواتف المحمولة والتي سنرمز إليها برمز الشركة “X”، والتي تخطط لإطلاق إصدار جديد من منتجاتها. ولإجراء بحث حول المزايا، والنطاق السعري، والسوق المستهدف، وتحليل المنافسين، وما إلى ذلك، فيجب جمع البيانات من مصادر مناسبة، ومنها:
- الاستبيانات عبر الإنترنت: حيث يمكن لفريق التسويق إجراء استبيانات عبر الإنترنت تحتوي على الأسئلة المناسبة المتعلقة بالمزايا والتسعير، مثل “ما هي أهم 3 ميزات تتوقعها من المنتج الجديد؟”، و “كم من المحتمل أن تنفق على هذا المنتج؟”، و “ما هي الشركات المنافسة التي تقدم منتجات مشابهة؟”.
- المجموعات المركزة (Focus Groups): ويجب على فريق التسويق عند تنفيذ مجموعة مركزة اختيار المشاركين والمنسق، وتوضيح موضوع النقاش والهدف من الجلسة مسبقًا لضمان مناقشة مثمرة.
يعتمد اختيار طريق جمع البيانات على الموارد المتاحة، فعلى سبيل المثال:
- الاستبيانات والمسوح: تتطلب أقل قدر من الموارد.
- المجموعات المركزة: تحتاج إلى موارد متوسطة إلى مرتفعة.
أسباب إجراء الأبحاث عبر الإنترنت وجمع البيانات
ردود الفعل هي جزء أساسي من نمو أي منظمة. سواء كنت تجري مجموعات مركزة بانتظام للحصول على معلومات من الأطراف الرئيسية أو يقوم مدير الحسابات بالاتصال بالحسابات المهمة لمعرفة كيف تسير الأمور، فالهدف الأساسي هو الحصول على المعرفة ولكن من منظور العملاء للإجابة عن أسئلة مثل: “كيف نؤدي؟”، و “ما الذي يمكننا تحسينه؟”.
وتُعد الاستبيانات عبر الإنترنت وسيلة فعّالة لجمع ردود الفعل من العملاء، والموظفين، وأي أطراف أخرى تتفاعل مع عملك. و أصبح جمع البيانات عبر الإنترنت أمرًا سهلًا، ورخيصًا، وفعّالًا للغاية بفضل أدوات الاستبيانات الذاتية عبر الإنترنت (Do-It-Yourself).
إجراء استبيانات العملاء لجمع البيانات وزيادة المبيعات
من الحقائق التسويقية المعروفة أن اكتساب عميل جديد أصعب وأكثر تكلفة بعشرة أضعاف من الاحتفاظ بعميل حالي. هذه الحقيقة تمثل دافعًا أساسيًا لاعتماد استراتيجيات إدارة علاقات العملاء (CRM) ووسائل الاحتفاظ بالعملاء.
دراسة بحثية حول استبيانات رضا العملاء
وقد أجرى البروفيسور بول دولاكيا (Paul Dholakia) والدكتورة فيكي موروفيتز (Vicki Morwitz) من جامعة رايس (Rice University) دراسة بحثية نُشرت في مجلة Harvard Business Review، خلصت الدراسة إلى أن مجرد سؤال العملاء عن أدائهم ورضاهم يمكن أن يكون استراتيجية فعّالة للاحتفاظ بالعملاء.
أُجريت الدراسة على مدار عام واحد، وتم إرسال استبيان رضا ورأي لمجموعة من العملاء، بينما لم يتم إرسال أي استبيان لمجموعة أخرى.
خلال العام التالي، شهدت المجموعة التي أجابت على الاستبيان زيادة بمقدار الضعف في نسبة استمرار ولاء العملاء مقارنة بالمجموعة الأخرى.
إليك الأسباب النفسية وراء فعالية استبيانات العملاء
- تعزيز مشاعر العملاء الإيجابية: حيث تعزز استبيانات الرضا رغبة العملاء في الشعور بالتقدير، مما يولّد مشاعر إيجابية تجاه المنتج أو الخدمة، كما تُعد الاستبيانات وسيلة للتفاعل مع الشركة وتعزيز التزام العميل بها.
- زيادة الوعي بالخدمات الإضافية: يمكن اعتبار الاستبيانات وسيلة تواصل مزدوجة الاتجاه، فبجانب جمع البيانات يمكن استخدامها لتعريف العملاء بالخدمات أو المنتجات الجديدة.
- تضمين الإخلاءات: في العديد من الدول –بما في ذلك الولايات المتحدة– يعتبر “الترويج لمنتجاتك وخدماتك تحت ستار البحث” غير قانوني. لذلك من المهم تضمين إخلاءات في الاستبيانات لضمان وعي المستخدمين بهذا الأمر، مثل: “سنقوم بجمع رأيك وإعلامك بالمنتجات والخدمات الجديدة…”.
- إثارة الأحكام المسبقة: طرح الأسئلة على العملاء يمكن أن يحفزهم على التفكير في أمور لم يفكروا بها مسبقًا. هذه الاستراتيجية تشبه تضمين المنتجات (Product Placement) المستخدم في التسويق عبر الأفلام والبرامج التلفزيونية، مثل الاستخدام المكثف للسيارة “Mini Cooper” في فيلم Italian Job.
تلع بالاستبيانات دورًا بارزًا في تعزيز العلاقة مع العملاء فهي تُعتبر أداة أساسية في رحلة التواصل مع العميل، كونها أداة هامة من ادوات جمع المعلومات في البحث العلمي للحصول على معلومات حيوية للمنظمة فإنها أيضًا تُحسن العلاقة القائمة بين الشركة والعملاء وتبني عليها.
وقد جعل التقدم التكنولوجي من السهل جدًا تنفيذ استبيانات واستطلاعات رأي فورية، في تسهّل صياغة الأسئلة والأجوبة، وإنشاء الاستبيانات عبر الإنترنت. ويمكن توزيع الاستبيانات عبر البريد الإلكتروني، ومشاركة الروابط على المواقع، أو حتى التكامل مع أدوات CRM مثل Salesforce، مما يجعل الاستبيانات عبر الإنترنت حلاً سريعًا وفعّالًا.
خطوات إجراء استبيان عبر الإنترنت لجمع البيانات بشكل فعال
كما ذكرنا سابقًا أن إجراء استبيان عبر الإنترنت هو وسيلة سريعة وغير مكلفة للحصول على إجابات لأسئلة محددة حول العملاء أو الجمهور المستهدف.
وفيما يلي الخطوات التي يجب اتباعها لضمان بناء استبيان فعال:
1. تحديد أهداف الدراسة بوضوح:
حدد الأهداف الذكية للاستبيان وحوّلها إلى أسئلة استبيان قابلة للقياس. وإذا لم يكن بالإمكان صياغة الأهداف كقياسات، قد يكون من الأفضل اللجوء إلى طرق أخرى مثل المجموعات المركزة أو الأساليب النوعية.
2. مراجعة الأهداف الأساسية:
اسأل نفسك:
- ما الذي نحاول اكتشافه؟
- ما الإجراءات التي سنقوم بها بناءً على نتائج الاستبيان؟
تساعد هذه الإجابات في التحقق من صحة البيانات التي تم جمعها.
3. تصور المعلومات المطلوبة:
فكر في شكل التقرير النهائي من حيث الرسوم البيانية، والجداول، والإحصائيات التي تحتاجها، وصنّف المواضيع حسب الأولوية ورتبها بشكل يناسب أهداف الدراسة.
4. تسهيل الإجابة على الأسئلة:
اجعل الاستبيان دقيقًا وواضحًا وموجزًا، وإذا كانت الأسئلة صعبة أو معقدة فكر في بدائل أو طرق مختلفة لطرح الأسئلة، وذلك لأن الاستبيانات الصعبة قد تؤدي إلى معدلات انسحاب عالية.
5. ترتيب غير متحيز للأسئلة:
تأكد من أن ترتيب الأسئلة لا يؤثر على إجابات الأسئلة التالية. أضف فقرة تمهيدية توضح الهدف من الاستبيان وتوقعاتك من المشاركين، واختتم الاستبيان بعبارة شكر وإشارة إلى مكان نشر النتائج.
6. اختيار نوع الأسئلة:
اختر نوع الأسئلة المناسب بناءً على متطلبات التحليل. تشمل الأنواع:
- الأسئلة النصية المفتوحة (Open-ended text question)
- الأسئلة الثنائية (نعم/لا) (Dichotomous)
- أسئلة متعددة الخيارات (Multiple choice)
- أسئلة الترتيب أو التقييم (Rank order)
- أسئلة المجموع الثابت (Constant sum or Ratio scale)
استخدام الأدوات الذكية مثل:
- فواصل الصفحات (Page Breaks): قد تكون فترة انتباه المشاركين قصيرة جدًا عند التعامل مع استبيانات طويلة تتطلب الكثير من التمرير. لذلك، يُفضل إضافة فواصل للصفحات كلما أمكن ذلك لتقسيم الاستبيان إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للإدارة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن عرض سؤال واحد فقط في كل صفحة قد يؤدي أيضًا إلى تقليل معدلات الاستجابة، لأنه يزيد من الوقت المطلوب لإكمال الاستبيان ويرفع احتمالية انسحاب المشاركين.
- التفرع المنطقي (Branching): قم بإنشاء استبيانات ذكية وفعّالة من خلال تطبيق التفرع المنطقي عند الحاجة. تجنب استخدام نصوص مثل: “إذا أجبت بـ’لا’ على السؤال الأول انتقل إلى السؤال الرابع”. مثل هذه الإرشادات قد تسبب إزعاجًا للمشاركين، مما يزيد من معدلات الانسحاب. بدلاً من ذلك، صمم استبياناتك عبر الإنترنت باستخدام منطق التفرع بحيث يتم توجيه المشاركين تلقائيًا إلى الأسئلة المناسبة استنادًا إلى إجاباتهم السابقة.
7. كتابة الأسئلة:
في البداية اكتب عددًا كبيرًا من الأسئلة، ثم اختر الأنسب منها للاستبيان. قسّم الاستبيان إلى أقسام لتجنب إرباك المشاركين عند رؤية قائمة طويلة من الأسئلة، وقم بمراجعة الأسئلة.
8. ترتيب الأسئلة:
قم بترتيب الأسئلة بطريقة تجنّبك الحصول على إجابات متحيزة.
8. مراجعة جميع ما سبق:
كرر كل الخطوات المذكورة أعلاه لضمان عدم وجود ثغرات أو تناقضات، واسأل نفسك: “هل تمت الإجابة على الأسئلة حقًا” والأفضل طلب المساعدة من شخص ما لمراجعتها لك.
9. قياس مدة الاستبيان:
يجب أن يستغرق الاستبيان أقل من خمس دقائق. يمكنك استخدام قاعدة: ثلاث إلى أربع أسئلة في الدقيقة، مع مراعاة أن الأسئلة النصية المفتوحة تعادل ثلاثة أسئلة متعددة الخيارات، لذا يفضل ألا يتجاوز عدد الأسئلة حوالي 15 سؤالاً.
وبإمكانك تسجيل الوقت، فمعظم أدوات الاستبيان عبر الإنترنت توفر إمكانية تسجيل الوقت الذي استغرقه المشاركون للإجابة.
10. اختبار الاستبيان مسبقًا:
أرسل الاستبيان إلى 20 مشاركًا للحصول على تعليقات تفصيلية. واسألهم:
- ما الذي كان غير واضح؟
- هل لديهم أي أسئلة؟
- هل واجهوا صعوبة في فهم الأسئلة؟
- هل لديهم وجهة نظر لم تغطها الأسئلة؟
وإليك بعض النصائح الإضافية:
- قم بتضمين أسئلة مفتوحة لدعم الهدف الأساسي من الاستبيان والحصول على ملاحظات تفصيلية.
- أرسل الاستبيان الأساسي بالبريد الإلكتروني إلى مجموعة الاختبار.
- بعد إكمال الاستبيان، أرسل استبيان ملاحظات لجمع آرائهم حول وظائف الاستبيان وسهولة استخدامه.
- استخدم الملاحظات لتعديل وتحسين الاستبيان قبل إرساله إلى الجمهور المستهدف.
11. تحسين الاستبيان:
أرسل الاستبيان المبدئي بالبريد الإلكتروني إلى مجموعة الاختبار، ثم اتبع ذلك بإرسال استبيان للحصول على تعليقاتهم حول مدى فهمهم للأسئلة وسهولة استخدام أداة جمع المعلومات. قم بعد ذلك بإجراء التعديلات اللازمة بناءً على التعليقات الواردة.
12. إطلاق الاستبيان:
بعد تحسين الأسئلة بناءً على الملاحظات، أرسل الاستبيان النهائي لجميع المشاركين المستهدفين.
تطورت الاستبيانات عبر الإنترنت لتصبح بديلاً فعالاً وأقل تكلفة للاستبيانات البريدية أو الهاتفية. ولك هناك اعتبارات هامة يجب الانتباه إليها وهي:
- ليس كل الأشخاص متصلين بالإنترنت.
- ليس الجميع مستعدًا أو متحمسًا للمشاركة في استبيانك.
- عادةً ما يكون الأفراد الأصغر سنًا هم الأكثر ميلًا للاستجابة للاستبيانات الإلكترونية.
تصميم الاستبيان كأحد أدوات جمع المعلومات في البحوث العلمية
تصميم استبيان جيد أمر ضروري لجمع بيانات دقيقة. يمكن لاتباع النصائح التالية تحسين فعالية الاستبيان وضمان الحصول على رؤى قيمة بدايةً من صياغة الأسئلة حتى صياغة خيارات الإجابة.
-
صياغة أسئلة فعالة:
تحتاج أسئلة الاستبيان إلى أن تكون واضحة، ومختصرة، وغير متحيزة. الأسئلة التي تصاغ بشكل سيئ أو تلك التي تحتوي على توجيهات ضمنية قد تؤدي إلى ردود غير دقيقة أو غير ذات صلة، مما يؤثر على صحة البيانات.
-
الالتزام بأهداف البحث:
يجب أن تكون الأسئلة ذات صلة ومحددة بالأهداف البحثية، فالأسئلة غير ذات الصلة أو غير الواضحة قد تؤدي إلى ردود ناقصة أو متناقضة.
-
تجنب الكلمات الإلزامية أو الموجهة:
الكلمات مثل “يمكن”، و”يجب”، و”قد” قد تُستخدم لغرض مماثل ولكنها قد تؤدي إلى اختلاف بنسبة 20% في الردود. مثال: “الإدارة قد… يجب… ربما… تغلق المصنع.”
وكذلك الكلمات الشديدة مثل “حظر” أو “إجراء” قد تعطي نتائج مشابهة من حيث التأثير. مثال: “هل تعتقد أن دونالد ترامب يجب أن يمنع شركات التأمين من رفع الأسعار؟”
وأيضًا الأسئلة التي تحمل تحيزًا ضمنيًا يجب تجنبها. مثال: “لا ترغب في الذهاب إلى مطعم رودولفو لحفل الشركة السنوي، أليس كذلك؟”
-
تجنب ترتيب الأسئلة غير المنطقي:
يجب أن تتبع الأسئلة سياقًا واضحًا. يُفضل استخدام نهج “القمع”، حيث تكون الأسئلة العامة في البداية كأسلوب تمهيدي، تليها الأسئلة المحددة، وأخيرًا تُطرح الأسئلة الديموغرافية أو الجغرافية في نهاية الاستبيان.
-
تفادي التداخل بين فئات الإجابة:
يجب أن تكون خيارات الإجابة في الأسئلة متعددة الاختيارات مميزة وغير متداخلة لتجنب إحباط المشارك وضمان تفسير واضح للبيانات. مثال: “هل تحب عصير البرتقال؟”
هنا السؤال غامض. على أي أساس سيتم تقييم العصير؟ الحلاوة، أم القوام، أم السعر، أم القيمة الغذائية؟
-
تجنب استخدام كلمات مربكة أو غير مألوفة:
تجنب المصطلحات الفنية أو الاختصارات مثل الكلمات ذات الصلة بالسعرات الحرارية أو سعة الإنترنت فهي قد تُربك المستجيب وتؤثر على درجة فهمه للأسئلة، وبالتالي تنتج عن ذلك إجابات غير دقيقة، لذا تأكد من أن الجمهور يفهم المصطلحات المستخدمة والأسئلة المطروحة.
-
صياغة الأسئلة المفتوحة بطريقة جيدة:
يمكن للأسئلة غير الموجهة أن تمنح المستجيبين حرية كبيرة في الإجابة مما قد يؤدي إلى ردود غامضة وغير موثوقة. تُعرف هذه الأنواع من الأسئلة أيضًا بالأسئلة المفتوحة، ولا توفر أي هيكل يمكن للمستجيب اتباعه.
على سبيل المثال، يمكن لسؤال غير موجه مثل “ما هي الاقتراحات التي لديك لتحسين أحذيتنا؟” أن يستثير مجموعة واسعة من الإجابات، وقد لا يكون بعضها ذا صلة بأهداف البحث. قد يقدم بعض المستجيبين إجابات قصيرة، بينما قد يقدم آخرون إجابات مطولة ومفصلة، مما يجعل مقارنة البيانات وتحليلها أمرًا صعبًا.
لتجنب هذه المشكلات، من الضروري طرح أسئلة مباشرة محددة ولها هيكل واضح، فعلى سبيل المثال، تقدم الأسئلة المغلقة خيارات استجابة منظمة ويمكن تحليلها بسهولة لأنها توفر مقياسًا كميًا لآراء المستجيبين. لذا يُفضل استخدام الأسئلة المغلقة أو المباشرة التي توفر خيارات استجابة محددة وقابلة للقياس.
-
عدم إجبار المشاركين على الإجابة:
ستكون هناك دائمًا أسئلة معينة تتجاوز قواعد الخصوصية المحددة. ونظرًا لأن الخصوصية قضية مهمة بالنسبة لمعظم الأشخاص، فيجب إما حذف هذه الأسئلة من الاستبيان أو عدم الاحتفاظ بها كأسئلة إلزامية.
ويجب دائمًا تجنب أسئلة الاستبيان المتعلقة بالدخل، والمعتقدات الدينية، أو الآراء السياسية، وما إلى ذلك، لأنها تعتبر تدخلية، واجعلها اختيارية بحيث يقرر المستجيب إما الإجابة عليها أو الامتناع.
-
موازنة خيارات الإجابة في المقاييس:
تجنب استخدام خيارات غير متوازنة في المقاييس مثل مقياس ليكرت (Likert Scale) والمقياس الدلالي (Semantic Scale) فهي قد تكون مناسبة في بعض المواقف ومتحيزة في غيرها.
فعلى سبيل المثال، عند تحليل نمط ما في عادات الأكل، استخدمت إحدى الدراسات مقياسًا للكميات جعل الأشخاص البدناء يظهرون في منتصف المقياس مع أطراف متناقضة تعكس حالة يتضور فيها الناس جوعًا وحالة أخرى تستهلك كمية غير منطقية من الطعام. هناك أيضًا حالات لا نتوقع فيها عادةً خدمة رديئة مثل المستشفيات.
-
تجنب الأسئلة المزدوجة:
عند تصميم الاستبيان لجمع البيانات يمكن أن تكون الأسئلة التي تغطي نقطتين إشكالية لعدة أسباب. غالبًا ما تسمى هذه الأنواع من الأسئلة “أسئلة ذات وجهين” ويمكن أن تسبب ارتباكًا للمستجيبين، مما يؤدي إلى بيانات غير دقيقة أو غير ذات صلة.
على سبيل المثال، سؤال مثل “هل أعجبك الطعام والخدمة في المطعم؟” يغطي نقطتين هما الطعام والخدمة، ويفترض أن المستجيب لديه نفس الرأي حول كليهما. إذا أحب المستجيب الطعام فقط، فقد يؤثر رأيه في الخدمة على إجابته.
لذا فمن المهم طرح سؤال واحد في كل مرة لتجنب الارتباك والتأكد من أن إجابة المستجيب محددة ودقيقة. ينطبق هذا أيضًا على الأسئلة ذات المفاهيم أو الأفكار المتعددة. ومن الأفضل في هذه الحالات تقسيم السؤال إلى أسئلة متعددة تتناول كل مفهوم أو فكرة على حدة.
-
استخدام الأسئلة الثنائية:
استخدم الأسئلة الثنائية عندما تحتاج إلى إجابة واضحة، مثل: “نعم/لا” أو “ذكر/أنثى”.
مثال: “هل تعتقد أن هذا المرشح سيفوز في الانتخابات؟”
-
تجنب الأسئلة الطويلة:
تؤدي الأسئلة الطويلة إلى زيادة الوقت اللازم لإكمال الاستبيان، مما يزيد من احتمالية انسحاب المشاركين. الأسئلة المفتوحة أقصر وأسهل للإجابة مقارنة بالأسئلة متعددة الخيارات الطويلة والمعقدة.
الخاتمة
يُعد جمع البيانات جزءًا أساسيًا من عملية البحث، سواء كنت تُجري تجارب علمية، أو أبحاث سوقية، أو استبيانات. تختلف الطرق والأدوات المستخدمة بغرض جمع البيانات في البحث العلمي بناءً على نوع البحث، وحجم العينة المطلوبة، والموارد المتاحة.
تشمل أساليب جمع البيانات الاستبيانات، والملاحظات، والمقابلات، والمجموعات المركزة. وكما عرضنا فإن لكل طريقة مزايا وعيوب، ومن المهم اختيار الأنسب لتحقيق أهداف البحث.
وقد أصبح هناك العديد من الأدوات التي تسهل عملية جمع البيانات مع تطور التكنولوجيا، بما في ذلك برامج الاستبيانات عبر الإنترنت وأدوات تصور البيانات. تتيح هذه الأدوات للباحثين جمع البيانات وتخزينها وتحليلها بشكل أكثر كفاءة ودقة.
بإمكانك بناء أساس قوي لإجراء البحوث من خلال فهم طرق وأدوات جمع المعلومات في البحوث العلمية، وباستخدام هذه المهارات يمكنك اتخاذ قرارات مستنيرة، وحل المشكلات، والمساهمة في تقدم فهمنا للعالم من حولنا.
حلّل بيانات استبياناتك لفهم دقيق لمحركات السوق، بما في ذلك التحليلات التنافسية، وسلوك الشراء، وحساسية الأسعار باستخدام أدوات مثل QuestionPro التي تساعدك في الحصول على نتائج دقيقة باستخدام تقنيات متنوعة مثل تحليل التقارب (Conjoint Analysis)، تحليل MaxDiff، تحليل المشاعر (Sentiment Analysis)، تحليل TURF، وتحليل الخرائط الحرارية (Heatmap Analysis).
كما يمكنك تصدير البيانات إلى أدوات تحليل متقدمة مثل SPSS و R Software ودمج أبحاثك مع تطبيقات الأعمال الخارجية. ابدأ اليوم مجانًا وامتلك كل ما تحتاجه لجمع البيانات بدقة وفعالية.